غادرتني وتركت بابي موارباً .. ينفرج عن فراق طويل الأمد وانتظار وبراح من الألم .. كسرت يقيني ..قطعت تحيتك بحد سيف جائر ونسيت أن تكمل بقية السلام المتبادل عن بعد بخط إلكتروني متعرج ومن وراء المتوسط الأبيض الساذج السابح في غفلته عنا .. ذاك البحر الهرم رغم أنفه نختلس النظرات ومن وراء أمواجه ترسل الكلمات ومن خلفه نقص جدران الغربة الطويلة المرتفعة كي نطل من وراء الحوائط نتراشق بالسلام وبالحنين وأخر الأخبار عن الإحباط والفجيعة و الوطن المذبوح بنصل سكاكين أبنائه الصدئة .
غادرتني وأنت تتسقط أخبار المآتم و الإنفجارت .. واغتيالات الأحبة وقتل الفرح وأنا أتسقط أخبارك وكلماتك وأخر أخبار قصائدك ، لكنني نسيت تلك الليلة أن أخبرك يا سيدي وأطلب منك رغم الاشتياق والحنين أن لا تعود الآن فالوطن ليس كما تشتهي .. لم يتأنق كما ينبغي ...لم يقلم أظافره ولم يرتد حلته النظيفة .. لم يتخذ زينته لاستقبالك ولم يتعطر تعال إن شئت ولكن لن تجد الوطن في انتظارك .