تُرى ماذا سيقرؤون في كلماتي خلال عبورهم بها وأنا مختبئة خلف الألف ، تارة أهجع وتارة أرتعش بين السطور ... ؟!!
أكتبها ،أصطفها ببراعة وجسارة ثم أجوس خلالها بحنان سبابتي المرتعشة ووجع قلبي المحترق ،أعد حروفها والفواصل ، اقرأها عدة مرات ، ثم أختبئ خلفها أرتجف من شدة الفرح والخوف و الحنين ، وأكاد أطوف كمتصوفٍ بها، هل سيقرؤون رائحة عطري ،ويفكون أبجدية الجدائل الطويلة الفاحمة ويحررون طلاسم " القرنفل" في خصلات شعري الشائك بين السطور ، مقدار المرارة في قهوة صباحي الغائم ، عمق ألمي ، طول غربتي وغربته ، ارتفاع محبتي وعشقي له ، أم سمك المعاناة وقسوتها في عمق وطن مشتت مذبوح .. ؟ّ!!
هل سيقرؤون الإغواء والدهشة في العيون المرتسمة فوق الحروف ،أو بهاء اللحظة المتمردة على أغلال اللغة وقيود المفردات ، أم لهفة اللقاء التي تدعوك للحب بجنون بين السطور ، أم خطيئة تجرك من تلابيب أحلامك ساعة في مساء وطن غابتْ عنه الشمس طويلاً وتسحبك شهيداً نحو الجنة ؟!! .
أم سيفاجئهم العبث ، والتأتأة وتعثر اللغة وتساقط الكلمات ؟
23-1-2015 م